ذوي الحاجات الخاصة

الحمد لله خالق الإنسان في أحسن تقويم والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه وسلم وبعد , لقد خلق الإنسان على أحسن صورة وفي أحسن تقويم من أجل أساسين , الأول عبادته سبحانه وتعالى , والثاني عمارة هذه الأرض .
إن الطفل من وجهة نظر فلسفية ومنطلق إنساني ، هو أولاً وقبل كل شيء ، طفل بصرف النظر عن ألمعيته أو ظرفه أو إعاقته أو متاعبه , وكل طفل عالم قائم بذاته وشخصية فريدة بمعنى أن الطفل , كل طفل , هو طفل مختلف أو غير عادي بشكل أو بآخر ، وفي الوقت نفسه تشاء إرادته عز وجل أن يكون بيننا نحن الأصحاء ، إخوة لنا حرموا من بعض نعم الله التي تفضل بها على عباده ، فظهرت من بين فئات جميع المجتمعات, مهما كانت صغيرة أو كبيرة ، متعلمة أو جاهلة ، متقدمة أو نامية فئة الأطفال ذوي الحاجات الخاصة .
ولعل أول سؤال يتبادر إلى ذهن الطالب حديث الإطلاع على قضايا هذه الفئة من الأفراد غير العاديين يتبلور في : من هم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة ؟
إن النظرة لذوي الحاجات الخاصة تعكس إيماناً عميقاً بان المجتمع عندما يهمل هؤلاء الأفراد فلن يؤدي ذلك إلا إلى تفاقم مشكلاتهم ومضاعفة إعاقاتهم وآثارها الجانبية , فيصبحون عالة على مجتمعهم وعلى أسرهم، ولن يجني المجتمع في النهاية إلا الخسارة الفادحة لجزء من ثروته البشرية يتعين عليه استثماره, وتحويله إلى طاقة فعالة منتجة في إطار خطته التربوية والتنموية .
وقد شهدت العقود الماضية انجازات في تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة كان كثيرون يعتقدون أنها غير قابلة للتحقيق على ارض الواقع , ولعل أهم تلك الانجازات تطور أساليب تدريس هؤلاء الطلبة إستناداًً إلى البحث العلمي مما شجع على انبثاق حركة غير مسبوقة نحو دمج هؤلاء الطلبة في مدارس التعليم العام بدلاً من فصلهم وعزلهم في مدراس ومراكز خاصة .
يعتبر مصطلح التربية الخاصة ( ( Special Education من أكثر المصطلحات المتداولة في هذا القرن، والأكثر أهمية لما يقدمه من خدمة لفئة معينة ، تحتاج لنوع خاص من الرعاية ، سواء كانت جسمية أو نفسية أو اجتماعية أو تربوية ، وقد شهد العقد الحالي تطوراً هائلاً في مجال الاهتمام بذوي الحاجات الخاصة ، ونشطت الدول المختلفة في تطوير برامجها في هذا المجال ، لأن الاستجابة الفعالة لمشكلة هؤلاء الأفراد يجب أن تتصف بالشمولية، بحيث لا تهتم ببعض الجوانب المتعلقة بهذه المشكلة وتغفل جوانب أخرى ، وبشكل يكون فيه لبرامج الوقاية من الإعاقة أهمية متميزة نظراً لأنها تمثل إجراءً مبكراً يقلل إلى حد كبير من وقوع الإعاقة ويختصر الكثير من الجهود المعنوية والمادية اللازمة لبرامج الرعاية والتأهيل.
وعليه ، فإن خدمات التربية الخاصة تقدم لجميع فئات الطلاب الذين يواجهون صعوبات تؤثر سلبياً على قدرتهم في التعلم، كما أنها تتضمن أيضاً الطلاب ذوي القدرات والمواهب المتميزة ، فمن الضرورة الاهتمام بذوي الحاجات الخاصة، وتكييف المناهج، وطرق التدريس الخاصة بهم، بما يتواءم مع احتياجاتهم، وبما يسمح بدمجهم مع ذويهم من التلاميذ العاديين في فصول التعليم العام، مع تقديم الدعم العلمي المكثف لمعلمي التربية الخاصة ومعلمي التعليم العام، بما يساعدهم على تنفيذ استراتيجيات التعليم لجميع طلاب ذوي الحاجات الخاصة ، وكل ذلك أجل تأكيد كرامة الفرد وتوفير الفرص المناسبة لتنمية قدراته حتى يستطيع المساهمة في نهضة الأمة.