بواسطة د. ايوب الجوالدة \ التغذية المثلى للعقل

التغذية المثلى
تعنى التغذية المثلى ببساطه الحصول على المغذيات التى تجعل جسمك صحياً بما يؤهله القيام بوظائفه بشكل جيد.
فالغذاء الأمثل هو الغذاء الذي:
1. يعزز أداؤك الفعلى وتوازنك العاطفي.
2. يعمل على تنشيط الأداء الجسمانى المناسب.
3. يؤدى إلى بلوغ الصحة العامة للجسم ويساهم فى إطالة العمر.
4. ليس له علاقة بمسببات الأمراض ومستواها الأدنى.
وحين الحصول على التغذية المثلى نتمكن من:
• تحسين القدرة على الصفاء العقلى والتركيز.
• زيادة معدل الذكاء IQ.
• زيادة الأداء الجسمانى.
• تحسين نوعية النوم.
• تحسين مقاومة الأمراض والعدوى.
• حماية نفسك من المرض.
• زيادة مدة الحياة والصحة.
والتغذية كما يؤمن العلماء بأنها ستصبح الجزء الأهم من الطب فى المستقبل المنظور وأنه يحصل على نتائج أفضل باستخدام الغذاء والمضافات مقارنة بالأدوية والعقاقير.
وأثبتت الدراسات والأبحاث المستقاه بأن العلاج الغذائي يتقدم كثيراً على التدخلات الطبية وأن علماء التغذية اليوم هم أطباء الغد إذا لم يتحول أطباء اليوم إلى علماء تغذية.
وفى هذا المنتدى سنحاول أن نلقى الضوء على علاقة التغذية بنمو وتطور الأنسان وعلاقة الغذاء بتحسين الأداء العقلى والجسمانى وبعض التدخلات الغذائية التى يحتاجها على تحقيق ذلك ذوى الاحتياجات الخاصه.

تحسين الذكاء والذاكرة
يعتقد معظم الناس بأن الذكاء هو شئ يولد مع الإنسان وليس هنالك من وسيلة لتغييره ، لا شك بأن الذكاء هو شئ غريزى ، إلا أن علماء النفس أكدوا بأننا نستعمل أقل من 1% من قدرتنا العقلية. إن كثيراً من ممارساتنا اليومية هي عادات ولنتصور إذا ركزنا كل طاقتنا الفكرية على عمل معين وبذلنا طاقتنا الكاملة، فما هى النتائج!؟
إن الدماغ والجهاز العصبي يتألف من شبكه من Neutrons ، وهى خلايا مخصصه بحيث أن كل واحدة قادرة على تكوين عشرات الآلاف من الاتصالات مع غيرها. ويُعتقد أن التفكير يمثل نمطاً من النشاط من خلال هذه الشبكة. أن النشاط ، أو الاتصالات ، تدخل من خلال ناقلي الأعصاب Neurotransmitters وهى ترسل كيميائية فى الدماغ ، عندما نفكر نحن تغير نشاط ناقلى الأعصاب ، وكل من الدماغ وناقلى الأعصاب يشتق من المغذيات ولذلك فهو يتأثر بما يأكل الفرد ويشرب.
لقد أثبتت التجارب العلمية بأن زيادة مستويات الفيتامين والمعادن كان متصلاً بارتفاع حالة الذكاء وارتفاع IQ لدى الطلاب ، كذلك تم اكتشاف أن ارتفاع نسبة الكربوهيدرات المكررة – كالسكر والحبوب الصناعية والخبز الأبيض والحلويات فى النظام الغذائي يؤدى إلى انخفاض معدل الذكاء وأن التحصيل الدراسي يكون أقل.
كذلك تؤدى مستوى الملوثات المعدنية كالرصاص فى الدم إلى انخفاض مستوى الذكاء الأمر الذى حذا بالسلطات الصحية باستخدام وقود خالي من الرصاص فى معظم أرجاء العالم.
تحسين صعوبات التعلم
أن تأثير التغذية المثلى بدا واضحاً مع الأشخاص الذين يعانون من صعوبات فى التعلم (حالياً يوجد تقريباً طفل بين كل 10) من ضمنهم أطفال يعانون من مجموعه أعراض Dawn ، نتيجة خلل تناسلي.
أن كثيراً من الأطفال المتخلفين عقلياً قد يكونوا ولدوا مع حاجات متزايده إلى بعض الفيتامينات والمعادن.
لقد أثبت العلماء بوجود تحسن كبير فى الذكاء لدى الأطفال المنطوين على أنفسهم والذين يعانون من صعوبات التعليم بعد أن خضعوا إلى فترة علاج غذائي وإمدادهم بالمكملات الغذائية.
أن الأحماض الدهنية الأساسية والدهن الفوسفوري الذى يشكل جزءاً من بنيه أغشية خلايا الدماغ ، هما ضروريان بصورة رئيسية لنمو الدماغ وتطوره ، فإنخفاض مستويات الأحماض الدهنية الأساسية له أيضاً ارتباط بانخفاض مستويات الذكاء ، يعتقد أن الأطفال الذين رضعوا من صدور أمهاتهم قد ظهرت لديهم درجات أعلى فى معدل الذكاء فى سن السابعة ، أن حليب الثدى يحتوى على DHA ، وهو حامض دهنى أساسي ، ضرورى لنمو الدماغ ، أن المصدر الغذائي الأغنى بالـ DHA هو السمك ، الذي يعد أيضاً مليئاً بالدهن الفسفوري.
ويرجح أن يكون أهم دهن فوسفوري هو Phosphatidyl choline ، الذي يزود أيضاً تغذي الدماغ ، الكولين ، ويعتبر الثانى ضرورياً لصناعة الاستيل كولين ، وهو مرسل عصبي حيوي للذاكرة ، وضبط اشارات الطعم الحسي وضبط حركة العضلات. إن نقص الاستيل كولين يؤدى إلى ضعف الذاكرة والخمول وانخفاض رؤية الأحلام وجفاف الفم ، ويعتقد أن ذلك هو أحد أهم أسباب اختلال العقل الفاسد ، الذي يؤثر على شخص من بين كل سبعه يتجاوز عمرهم الخامسة والسبعين.
ان الاستيل كولين يتكون نتيجة عمل الانزيم ، ويعتمد على الفيتامين B5 وعلى الكولين (فيتامين يحول دون تكدس الدهن فى الكبد) ولقد تبين أن اندماج فيتامين B5 مع الكولين فعال فى تحفيز الذاكرة والآداء الفكري ، وأفضل مصدر مكمل للكولين هو المحّين (Lecithin) الذي يكون أيضاً الدهن الفسفوري ، والمحّين هو مستحلب يستعمل أيضاً فى بعض الأطعمة ، والأفضل أن يكون محتواه على الأقل 30% من Phosphatidy / Choline.
وهنالك مصدر أخر موجود فى السمك وخاصة فى سمك السردين والسنمورة على شكل DMAE (Dime thylaminoethanel ) الذي يمر بسهولة إلى داخل الدماغ ويمكن أن يتحول إلى كولين لصناعة الاستيل كولين. لقد أظهر DMAE أنه يرفع من الحالة النفسية أو يحسن الذاكرة ، ويزيد الذكاء والطاقه البدنيه ، ويطيل أعمار الحيوانات التي خضعت للاختيار.
كذلك وجد العلماء بأن تعزيز قدرة الدماغ يتحقق من خلال وجود ما يسمي Nootropics وهى مواد مشتقه من حامض أميني يسمي أمينية اللزاج الحراري أو الفلوتين الأمينى الحراري وهو متوفر فى الفواكة والخضار. لقد اكتشف بأن الدماغ والسائل المتعلق به بالنخاع الشوكي يحتويان على كمية كبيرة من أمينية اللزاج الحراري مثل Peracetam مما أكد اعتباره كمغذ أساسي للدماغ. والأطباء يصنعون الـ Nootropics للملايين من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل فقدان الذاكرة سنوياً. أن الأثر الجوهري لهذه المادة هو تحسين التعليم ، تمكين الذاكرة واستردادها ، وكل ذلك من دون الاصابه بالتسمم أو أى أثار جانبية.
كذلك تم اكتشاف أن الـ Nootropics يرفع من سيل المعلومات وتدفقها بين النصف الأيمن والأيسر للدماغ ، إذ أن الدماغ الأيسر مرتبط بتفكير تحليلى ، منطقى والدماغ الأيمن مرتبط بتفكير إبداعي وحيلى ويعتقد أن ذلك هو سبب محتمل لقدرة Nootropics على المساعدة فى علاج عسر القراءة. بالإضافة لقدرته من رفع عدد متلقيات الاستيل كولين فى الدماغ مما يؤدى إلى تحسين فعالية الدماغ.
لقد أثبتت الدراسات أن تعزيز الأداء الفكرى من خلال اضافة "المغذيات الذكية" أمثال Phosphatidyl Choline وحامض الجميع و DMAE وأمينية اللزاج الحراري وإدماجها مع بعضها وإعطاءها أفضل لو أخذت بشكل منفرد.
استنزاف الدماغ
أن المواد الكيماوية السيئة التى تدخل إلى أجسادنا من خلال تناول الكحول والقهوة والشاي والشوكلا تخفض مستوى نسبة الذكاء نظراً لوجود الكافيين الذي يؤثر بشكل سلبي على التصنيع السريع للمنبهات المبهمة أو المشوشه وكذلك الكحول يبطئ فترة الاستجابة كذلك زيادة تركيز المعادن الثقيلة كالرصاص والكالسيوم والألمنيوم تتراكم فى الدماغ وتعمل على تقليل نسبة الذكاء والتركيز والذاكرة والتحكم بالدوافع وهذا كذلك ينطبق على التدخين الذى يحد من قوة الدماغ وقدرته.