العمل مع أسر ذوي الإعاقة العقلية

هناك حقيقة بسيطة ولكنها في غاية الأهمية وهذه الحقيقة هي إن الأسرة تعتبر من أقدم المؤسسات الاجتماعية في تاريخ الإنسان الطويل, وفي إطار الأسرة ينظر الكثير من الأفراد إلى الطفل باعتباره الامتداد الطبيعي لهم وهو أحد أهم عناصر هذه المؤسسة الاجتماعية .
تؤثر الأسرة تأثيرا كبيرا في شخصية الطفل فنوع العلاقات السائدة في الأسرة بين الأبوين والأطفال تحدد وبدرجة كبيرة شخصيات الأطفال ويتفاعل الطفل مع مجتمع الأسرة اكثر من تفاعله مع أي مجتمع أخر خاصة في المراحل الأولى من عمره.
والطفل ذو الاحتياجات الخاصة كسائر الأطفال يتأثر باتجاهات والديه نحو , وتشكل شخصيته وفقا لأسلوب المعاملة الوالدية التي يتلقاها بغض النظر عن عدد ونوعية الأخصائيين الذين سوف يتعاملون مع هذا الطفل خلال حياته فإنه لا يوجد هناك طرف أكثر التصاقا وأقوى تأثيرا على الطفل من أسرته وعن طريق أفراد هذه الأسرة سوف يتعلم الطفل ذو الاحتياجات الخاصة الاستجابة للمثيرات وسوف يتعلم ثقافة المجتمع وطريقة التعامل مع الناس وبالتالي فإن أفضل مرشد وموجه لهذا للطفل هو أسرته, وبناء عليه فإن الحقيقة الأولى التي يجب أن نسلم بها هي أن تتقبل الأسرة هذه الإعاقة وتجعل الطفل يتقبل الإعاقة أيضا , ولا يتم هذا إلا بتقديم البرامج الإرشادية الملائمة لتأهيل أسر الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وجعلهم يتأقلمون مع وجود هؤلاء الأطفال.
تعتبر عملية التعامل مع الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة ومن بينهم الأفراد ذوو الإعاقة العقلية تحد كبير يواجهه المرشد . وكلما استطاع المرشد التعامل معهم بدمجهم ضمن مجموعات فيها طلاب عاديين كلما كان أكثر نجاحا أخذا بعين الاعتبار تطبيق الإرشاد الفردي مع البعض لعدم ملائمة الإرشاد الجمعي مع بعضهم الآخر
كذلك يجب على المرشد قبل أن يبدأ الإرشاد أن يقوم ببناء علاقة قائمة على الثقة والتي هي بمثابة المرحلة الأولى في عملية الإرشاد ,ومن الممكن أن تأخذ الثقة فترة زمنية طويلة حتى تتطور ,ولكن من الممكن التسريع في ذلك إذا استخدم المرشد أساليب فعالة لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة للشعور بالقبول والاحترام ,وإذا أظهر اهتماما حقيقيا بالمسترشد الذي سيتعلم تدريجيا أن يثق بالمرشد . إن عملية إرشاد هذه الفئة من الأفراد عقليا تتطلب جهدا كبيرا من المرشد كما تتطلب كفايات معينة المفروض أن يتمتع بها المرشد ليتعامل مع هذه الفئة من الأفراد بفاعلية .
يتأمل جميع أفراد الأسرة والوالدين خصوصا عند ولادة طفل جديد أن يكون هذا الطفل ذكيا وسليما من جميع الجوانب ,وتكون الصدمة قوية عندما يخبرهم الطبيب بأن طفلهم الجديد متخلف عقليا , ويقضي الوالدين وقتا طويلا في التفكير حول مستقبل طفلهم المعاق وماذا سيفعلون معه ومن سيرعاه بعدهم واستفسارات كثيرة تشغل تفكيرهم .(يحيى,2003)
إن وجود طفل يعاني من الإعاقة لدى الأسرة يسبب لها كثير من الضغوط وألازمات وعلى الرغم من أن بعض الأسر تتكيف مع ذلك الوضع , وبالتالي فإن الخدمات التي تقدم للأسرة لا تساعد الطفل المعاق فقط وإنما تساعد الأسرة بشكل جيد.وقد بين) ( 2000bailyضرورة تقديم الخدمات والدعم لأسر الأطفال المعوقين للأسباب التالية:
1. أسر الأطفال المعاقين يعانوا من الضغوط وبالتالي فإنها تحتاج إلى دعم المرشدين
2. لا تعرف أسر المعاقين كيفية التعامل والتفاعل بشكل جيد مع أطفالهم المعاقين .
3. لكي تتعرف أسر الأطفال المعاقين على حقوق أبنائهم والخيارات المتوفرة .
4. لأن الأسرة تلعب دورا فعال في البرامج العلاجي للطفل المعاق .

إرشادات الطلبة المعاقين عقليا:
أهداف إرشاد الأفراد المعاقين عقليا :
1) توفر الدعم الاجتماعي والانفعالي للأطفال المعاقين عقليا ولأسرهم من خلال الإرشاد الفردي والجماعي .
2) تعليم الطفل المعاق عقليا ووالديه من خلال البرامج التدريبية الفردية والجماعية .
3) المشاركة في إعداد وتنفيذ البرامج الوقائية الخاصة بالمعاقين عقليا .
4) المشاركة في علاج مشاكل الطلبة السلوكية والانفعالية وتكيفهم الاجتماعي .
5) المساهمة في تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن وتطور المهارات الحياتية التي تساعدهم على الاستقلال وعدم الاعتماد على الآخرين.
6) مساعدة الأفراد المهمين في حياة المعوقين عقليا في تحقيق الفهم الأفضل لمشكلاتهم ,وتحديد مواطن القوة والضعف لديهم وتقبلهم ودمجهم في المجتمع حسب درجة إعاقتهم .
7) توعية الأفراد المعوقين عقليا وأسرهم بالامتيازات والتشريعات الممنوحة لهم .
Cool

التعرف على المؤسسات التربوية والاجتماعية والصحية التي تقدم خدمات للأفراد المعاقين عقليا .
9) مساعدة الأفراد على تقبل إعاقتهم والتكيف معها.
10) التهيئة المهنية للطلبة المعاقين عقليا من خلال تزويدهم بالمهارات اللازمة التي تمكنهم من البدء بالتدريب المهني المنتظم على مهنة تتناسب مع قدراتهم و إستعدادتهم والتعرف على ميول الطلبة وتكوين الاتجاهات الايجابية لديهم نحو العمل والتدريب على مهنة تساعدهم في دمجهم بالمجتمع وإيجاد عمل مناسب لهم يمكنهم من تقليل الاعتماد على الآخرين وتحقيق أقصى درجات الاستقلالية في حياتهم.