الاعاقة العقلية

ا الإعاقة العقلية Mental Retardation تعتبر مشكلة ذات أبعاد متداخلة ومتشابكة ، الأمر الذي يجعل من هذه المشكلة معضلة فريدة في التكوين مما يدفع التربويين إلى ضرورة تلبية حاجات هذه الفئة بهدف تحسين حالتهم البدنية والنفسية ،والعمل على تنمية مهاراتهم في الاعتماد على النفس مما يكسبهم الثقة بالذات ويسهم ذلك في تنمية شخصية المعاق، وهذا بدوره يخفف مشكلة المحيطين بالمعاق ويخفف العبء عن المجتمع أيضًا، وشعور الطفل المعاق عقلياً بالكفاءة والفعالية من خلال إكسابه العديد من المهارات التي تعينه على مواجهة الحياة بشكل أفضل، فالمعاق عقليا ًفي أغلب الأحيان يمكنه الحياة بصورة مستقلة عن الآخرين وممارسة عمل أو حرفه يكتسب منها .
فالنجاح في الحياة لا يعتمد فقط على الذكاء الفردي بل يعتمد أيضا على القدرات المختلفة والنضج العاطفي والعلاقات الاجتماعية التي لا يستطيع أحد أن يوفرها بقدر ما توفرها الأسرة من خلال ممارستها للمواقف الحياتية اليومية مع المعاق وعلى الأسرة أن تتعاون مع المركز ومع المتخصصين لمساعدة الطفل وتدريبه. عندما نقول إننا نعلِّم الطفل شيئًا يعني أننا نزوده بمعلومات أو مهارات أو خبرات لم تتوافر لديه من قبل أو العمل على تنميتها فكلمة تعلم لا تنطبق فقط على المواد الدراسية بل هي أعم من ذلك وتشمل كل ما يكتسبه الطفل من الميلاد وحتى لحظة الموت وما نعلَّمه للطفل لا بد أن يكون مفيداً له ويدفعه للتطور والنمو، وأشار هالاهان وكوفمان (2008 ) إلى أن جميع الأطفال المعاقين عقلياً مهما كانت شدة الإعاقة لديهم هم بحاجة إلى تعلم بعض المهارات الأكاديمية ، ومهارات الحياة المختلفة سواء الاستقلالية أو المجتمعية أو المهنية .
لذا تعد المهارات الحياتية من أهم تلك المهارات التي تحقق للمعاق جودة الحياة، وتتشكل المهارات الحياتية اللازمة لمعايشة الطفل للحياة في مجتمع ما في ضوء طبيعة التأثير المتبادل بين الطفل والمجتمع داخل الأسرة وخارجها، ودرجة تأثير كل منهما في الآخر. ولذا فإن المهارات الحياتية التي يحتاجها الطفل تختلف باختلاف المجتمع المحيط به والفترات العمرية التي يمر بها، حيث تتميز كل فترة بنوع من المعطيات وتضم هذه المهارات جميع الاحتياجات المادية وغير المادية المرتبطة بتفاعل الطفل مع الحياة (2004,Schneider).
وبالتالي تبرز الحاجة الملحة لتنمية مهارات أدائية حياتية عند الأطفال المعاقين عقليا ًالقابلين للتعلم، حيث يعد اكتسابها هدفاً تربوياً رئيساً في التربية الخاصة الحديثة ،وعليه تبرز الحاجة لضرورة وجود برامج تربوية تسهم في تنمية مهارات أدائية حياتية لديهم ويعتبر النقص في المهارات الحياتية من أهم المشكلات التي قد تواجه الطفل المعاق، لذا فتنمية المهارات الحياتية لدى الأطفال المعاقين عقلياً يمكنهم من التعامل مع المشكلات الحياتية اليومية و التكيف في الحياة،